وكل من هذين الرسمين قد يعوق فهم التلميذ أن الفعل بعد هذا الإسناد، قد صار جملة مكونة من كلمتين، هما: الفعل والضمير، وإذن فلماذا تغير صورة الفعل؟ ولماذا لا تكتب هذه الكلمات، على اعتبار أن الضمير كلمة لحقت بآخر الفعل، وهذا الضمير ليس في حاجة إلى إحداث هذا التغيير في صورة الفعل؟ وعلى هذا الاعتبار تكتب الكلمات السابقة، بدأوا، قرأوا لجأوا، يبدأون، يقرأون، يلجأون، ابدأوا، اقرأوا، الجأوا، وكذلك عند الإسناد إلى ياء المخاطبة، تبدأين، تقرأين، تلجأين، ابدأي، اقرأي، الجأي.
6- وهذه النظرية قد روعيت في الفعل المهموز الآخر وهمزته على ياء، ينشئ،
فقد ظلت الهمزة مرسومة على ياء، في الإسناد إلى ألف الاثنين: يشنئان، وواو الجماعة: ينشئون، وياء المخاطبة: تنشئين، وفي فعل الأمر أيضا: انشئا، أنشئوا، أنشئ.
6- ولنا أن نقيس على ما ذُكر الفعل المهموز الآخر، الذي رسمت همزته على واو، مثل: يجرؤ فنكتبه عند الإسناد: يجرؤون، تجرؤين.
وهذا رأي أعرضه غير متشبث به، ولكني أصدر فيه عن إيمان باستحسان ربط الإملاء بالنحو والصرف، كلما أمكن ذلك، فهذا الربط -من وجهة نظري- يتلقاه التلميذ بالاقتناع والارتياح.
ورب قائل يقول: إن أمر الإسناد لا يفمهه التلميذ إلا في الصفوف المتقدمة، ومن العبث أن نعلم التلميذ الصغير قاعدة إملائية تستند إلى شيء لا يعرفه، ولكنني مع هذا التلميذ الصغير لا أحتاج في إقناعه إلى هذا الجانب النحوي، وسأكتفي في إقناعه بلفت نظره إلى أن كلّا من: بدأوا ولجأوا، لم يفاجأ فيهما بصورة جديدة، تختلف كثيرا عما عرفه في كتابة: بدأ، ولجأ، أما الصور السائدة الآن في كتابة: بدءوا، ولجئوا ونحوهما، فإقناعه بها هو الأمر المحير العسير.