والرسم الإملائي الذي تعتبر فيه همزة القطع بعد دخول همزة الاستفهام همزة متوسطة، سيقف حتما عقبة في فهم هذه الحقيقة النحوية؛ لأن التلميذ قد فهم أن همزة الاستفهام مع ما بعدها كلمة واحدة، فلا يجرؤ على تمزيقها، والفصل بين جزأيها.
يبقى بعد ذلك لام الجر التي تليها أنْ المدغمة في لا، فالقاعدة السائدة الآن، تقضي بكتابة الهمزة على ياء: لئلا؛ لأنها اعتبرت همزة متوسطة وقد كسر ما قبلها، وكذلك لام القسم الداخلة على إنْ الشرطية، تعتبر همزة إنْ متوسطة وترسم على ياء؛ لأنها مكسورة: لئن.
وهنا نقول ما الداعي لهذا الاستثناء، والخروج عن القاعدة؟! وما الضرر في كتابة الكلمتين هكذا:
لِأَلَّا، لَإِنْ، فهذا الرسم يطابق النطق من جهة، ومن جهة أخرى يتيسر معه التحليل النحوي.
وما نظنه يعوق القراءة المرسلة، بل ربما كان مساعدا عليها، أما إدغام النون في لا، وحذفها من الكتابة فنعرض له في موضع آخر.
وللفطن المتأمل أن يسأل: ما الفرق في النطق بين: فإن، ولئن؟ بل لماذا احتفظت: أنَّ وهي مصدرية مثل أنْ، بصورتها مع اللام الجارة، فكتبتا: لأن؟ ولو عوملت معاملة أختها أنْ، لكتبت: لِئَنّ على اعتبار أن همزتها متوسطة كسر ما قبلها.
ألا يعفينا من هذا الاضطراب، ومن معاناة اختلال القياس أن نجعل القاعدة مطردة ليس منها استثناء؟
الهمزة في وسط الكلمة:
مجال الخلاف في رسم هذه الهمزة مجال متسع، يشتد فيه اللجاج، وتصطرع