الحروف المفردة، التي تدخل على همزة القطع، وليس من شك في أن اطراد القواعد، وتجنب الشذوذ، وحذف المستثنيات أو التقليل منها، مبدأ تربوي مفيد.

2- أن تغير صورة الكلمة بعد دخول همزة الاستفهام عليها، سيضع أمام التلميذ صورة أخرى جديدة، لتلك الكلمة التي طالما مرت به في مجالات القراءة ونحوها، حتى ثبتت صورتها الخطية في ذهنه، وأصبح من اليسير عليه التقاطها بصريا، والنطق بها في سرعة بمجرد النظر إليها، وسيقف التلميذ أمام هذه الصورة الجديدة حائرا، وسيضطر إلى أن يتلبث، ويطيل النظر والتفكير؛ وبهذا نفسد عليه مهارته في القراءة المنطلقة السريعة، وحسبك أن تكتب أمامه أإنك، أئنك -أإذا، أئذا -أإله، أئله -أإفكا، أئفكا -أأجيب، أؤجيب -أألقي، أؤلقي، ونختبر مدى ما عاناه من صعوبة في قراءة الكلمات التي تغير فيها رسم همزة القطع بكتابتها على ياء أو واو بدل بقائها مرسومة على ألف.

ويزداد الأمر صعوبة إذا اشتملت الكلمة أصلا على أكثر من واو، مثل: أأؤدبه، أؤؤدبه، أأؤول هذا الكلام، أؤؤول، أعتقد أن النظر في هذه الكلمات، وإدراك ما بين كل كلمتين داخل قوسين، من اختلاف في الصعوبة الخطية، يشجعنا على أن نؤثر اطراد القاعدة، واعتبار همزة الاستفهام مثل بقية الحروف التي تدخل على الكلمات المبدوءة بهمزة قطع، فتظل هذه الهمزة معتبرة كأنها في أول الكلمة.

2- أن تغيير صورة الكلمة بعد تغيير صورة الاستفهام، يفسد علينا وعلى التلاميذ أمرا آخر يتعلق بالنحو،

فنحن في درس النحو نقف أمام الجمل الاستفهامية، ونعنى بأن نفهم التلميذ: أن همزة الاستفهام في هذه الجملة كاملة مستقلة، وما بعدها كلمة أخرى، ونطالبه بهذا في التحليلات الإعرابية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015