الحيرة والاختلاف والاضطراب في الرسم الإملائي. ففيم كان هذا الجهد المضني؟ وفيم أنفق هذا الوقت الثمين الطويل؟ وكيف يرضى هذا المجمع الموقر الجليل أن تعطل قراراته، وتطوف حولها الكلمة الشائعة: مع وقف التنفيذ؟!
4- أن التجارب التربوية التي يقوم بها المعلمون، وملاحظاتهم الدقيقة الواعية، لما يقع فيه التلاميذ من تعثر أو خطأ في مجالات القراءة، قد أثبتت أن كثيرا من تلك القواعد الإملائية -حتى المتفق عليها- قد أفسدت بعض الأغراض التعليمية، التي ينشدها المعلمون، ويتعهدونها في التلاميذ، كما سيأتي بيانه.
على أننا في هذه المناقشة العلمية للقواعد الإملائية، سنلتزم عدة مبادئ لن نحيد عنها؛ توقيا للإسراف والشطط، ومن هذه المبادئ:
1- الإبقاء على رسم المصحف كما هو دون تغيير، ولكننا -من الوجهة التربوية- نطرح هذا السؤال، ونترك الإجابة عنه للمختصين بوزارة التربية والتعليم: أتكتب الآيات القرآنية في الكتب المدرسية، مثل كتب الدين والقراءة والنصوص وغيرها بالرسم المصحفي، أم تكتب بالرسم الإملائي الذي يُؤخذ به الطلاب في مجالاتهم التعليمية؟ أما رأيي الشخصي: فهو إيثار كتابتها في الكتب المدرسية بالرسم الإملائي؛ لنيسر على الطلاب قراءتها، ونجنبهم مواقف الحيرة والاضطراب.
2- أننا لن نقترح صورا جديدة للرسم الإملائي، تبتعد كثيرا عن الصور المألوفة في طباعة التراث العربي قديمه وحديثه؛ حتى لا ينكر أبناء الأجيال الحاضرة والمستقبلة ما يطلعون عليه من هذا التراث، بل سنحرص على أن يظل المطبوع منه سهل القراءة، ميسور التناول.