الشّعب تفتقد الْقُوَّة من نَفسك فِي هيجان هَذِه الْأَشْيَاء فِي باطنك وَيظْهر النَّقْص فِي ظَاهر أعمالك من الْقيام بأَدَاء الْفَرَائِض وَاجْتنَاب الْمَحَارِم وَإِقَامَة الْحُقُوق والصفاء وَالْإِخْلَاص والصدق فِي الْأُمُور كَمَا كَانَ فَكلما تناثر من أَجْنِحَة القطب لم تغن لَهُ كَثْرَة المَاء وَقُوَّة انحداره فِي مصبه شَيْئا
فَصَاحب الرحا قَائِم على الرحا يحفظ أَجْنِحَة القطب هَل تناثر مِنْهَا شَيْء وَكلما تناثر مِنْهَا شَيْء وَبَطلَت زِيَادَة المَاء ذهب قُوَّة هيجان الأجنحة
مثل من اسْتعْمل عقله وَعلمه وذهنه وكياسته وروحه فِي أُمُور الدُّنْيَا لغير الله كَمثل حمَار تنقل عَلَيْهِ سرقينا من الْمَزَابِل فَمَا زلت تكده فِي ذَلِك الْعَمَل حَتَّى إِذا كَانَ فِي آخر النَّهَار حولت عَلَيْهِ سرجا وابتغيت مِنْهُ هملجة وسيرا فَكيف تجدها مِنْهُ وَقد ذهب الكدود وَالْعَمَل بكثافة قوته وحدة مقاصده ونال الفتور مِنْهُ كل شَيْء