فالعلم هُوَ حمله والمعرفة ذَوَات شعب فَمن عرف الله فلمعرفته شعب فعلامة الشّعب أَن يقوم بِتِلْكَ الشّعب فَهَذِهِ قطبه قد استقامت شعبه فَاسْتَدَارَ وَإِذا كَانَ القطب قد انتثرت أجنحته جرى المَاء على عَمُود فَلم يغن شَيْئا وَلم يدر القطب وَلَا الرحا فَذَهَبت منفعَته فعلى قدر مَا تناثر من أَجْنِحَة القطب ذهبت قُوَّة الرحا فَمَا أغنت عَنهُ كَثْرَة المَاء
كَذَلِك الْعلم هُوَ على الْقلب حمله والمعرفة ذَات شعب فَتلك الشّعب تهيج الشعبة اسْتِعْمَالهَا حَتَّى يقوى الْقلب ويدور برحاه حَتَّى يخرج مِنْهُ الْأَعْمَال الطاهرة النقية فَيَرْمِي بهَا إِلَى الْجَوَارِح فَذَلِك الدَّقِيق
قَالَ لَهُ قَائِل وَمَا تِلْكَ الشّعب
قَالَ الْخَوْف والخشية وَالْحب وَالْحيَاء والفرح والهيبة والأنس والوداد وَالرَّغْبَة والرهبة وَالتَّقوى فَهَذِهِ كلهَا شعب الْمعرفَة كأجنحة القطب للرحا فَإِذا حييّ الْقلب بِاللَّه صَار عَالما بِاللَّه فَإِذا رَأَتْ تِلْكَ الْحَيَاة شعب الْمعرفَة وأهاجت مِنْك الْخَوْف والخشية وَالْحب وَالْحيَاء والفرح والوداد والهيبة والأنس وَالرَّغْبَة والرهبة وَالتَّقوى وَيظْهر فِي الْجَوَارِح صدق مَا هاج مِنْك فِي الْبَاطِن من أَدَاء الْفَرَائِض وَاجْتنَاب الْمَحَارِم وَالْقِيَام بِحُقُوق الله تَعَالَى دق أَو جلّ والصفاء فِي الصدْق وَالْإِخْلَاص فِي هَذِه الْأُمُور الَّتِي ظَهرت على الْجَوَارِح فبقدر مَا افتقدت من هَذِه