فَكَذَلِك هَذَا الْعلم وَالْعقل والذهن والكياسة والفهم والفطنة وَالروح لكل حد وسلطان وَقُوَّة تعْمل فِي هَذَا الْجَسَد فَإِذا استعملهم فِي أُمُور الدُّنْيَا الَّتِي لَا تصعد إِلَى الله تَعَالَى من بَاب السَّمَاء انفتر مِنْهُ كل شَيْء على حِدته وَذَهَبت قوته وَظهر الْعَجز

مثل الَّذِي يخْتَلف إِلَى مجَالِس الْعلم

مثل الَّذِي يخْتَلف إِلَى مجَالِس أهل الْعلم كَمثل رجل دخل السُّوق وَلَا يدْرِي مَا يَشْتَرِي فَمَا استقبله من شَيْء رجا فِيهِ الرِّبْح اشْترى فكم من شَيْء اشْتَرَاهُ فخسر عَلَيْهِ وَلم ينل أمله

وَآخر دخل السُّوق يَشْتَرِي مَنَافِعه فَقيل لَهُ مَا تُرِيدُ قَالَ مَتَاعا فَقيل لَهُ أَي مَتَاع تُرِيدُ فَإِن هَا هُنَا ألوان الْأَمْتِعَة من الْقطن والكتان والإبريسم وَهَا هُنَا أَمْتعَة الذَّهَب وَالْفِضَّة والصفر والنحاس وَالْحَدِيد فَلم يدر مَا يَشْتَرِي فَدخل من أَعْلَاهَا وَخرج من أَسْفَلهَا صفر الْيَدَيْنِ

وَآخر دخل السُّوق لحوائجه قد رأى مَا يَشْتَرِي فقصد الْحَوَائِج فَاشْترى فِي الصَّيف مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي الشتَاء وَترك مَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015