مثل من يَبْتَغِي نزُول الرَّحْمَة من الله تَعَالَى قبل التَّوْبَة مثل سَاكن فِي بَيت قد آذاه الْحر وَالْغَم والذبان فَكلما دخله يتصبب فِيهِ عرقا ويتقلب فِي غمه ويتأذى بالذبان فَإِذا أَرَادَ أَن يتَزَوَّج فِيهِ ويتنعم بِالْجُلُوسِ وَالنَّوْم والقرار فأولا يَنْبَغِي أَن يخرج مَا فِي الْبَيْت من القماشات والأطعمة الَّتِي فِيهَا مجمع الذبان فَذهب فاحتال لَهُ فرشه فَلَا يزَال يديم الرش بِالْمَاءِ حَتَّى يبرد ويبرد المَاء فَكلما دخله استقبله روح ذَلِك الرش وَطيب ذَلِك الرّوح فَأول فعله أَن يَبْتَدِئ فِي كنسه فَإِن فِي ذَلِك الْبَيْت قماش ونثار الطَّعَام وَمجمع الذبان وثفل الْفَوَاكِه وَمَا يرْمى بِهِ فَلَيْسَ من شَأْن هَذَا الَّذِي يُرِيد روحه أَن يتْرك هَذَا الْبَيْت شبه كناسَة ويرشه بِالْمَاءِ ليروح عَنهُ مغتمه فَإِن هَذَا يزِيدهُ رَائِحَة مُنكرَة ونتنا وَلَكِن يكنسه مرّة ثمَّ أُخْرَى بالمكنسة الثَّقِيلَة ثمَّ يكنسه بالمكنسة اللينة ثمَّ يرشه بِالْمَاءِ رشا بعد رش فَإِذا دخله وجد روح ذَلِك الرش فَإِن فِي المَاء رُطُوبَة وبرودة فيرش المَاء فِي كل مرّة حَتَّى تنشف الأَرْض المَاء ويكنسه أُخْرَى ويرش المَاء ثمَّ يبسط الْحَصِير حَتَّى يطيب وتزول عَنهُ الرَّائِحَة