وَهُوَ أَيْضا فِي بؤس وفاقة من الْمطعم وَالْمشْرَب لَا يُطيق أَن يَأْكُل مِنْهُ شَيْئا بِنَفسِهِ أَو ينْفق على عِيَاله فقد خسر هُوَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة
وَمثل من يتَعَلَّم الْعلم وَلَا يعْمل بِهِ ويبذله للنَّاس للمباهاة والرفعة فِي الدُّنْيَا مثل السراج يضيء للنَّاس وَيحرق نَفسه
وَمثله أَيْضا مثل رجل وضع السراج على طرف سطحه فَانْتَفع بِهِ المارون وَهُوَ فِي بَيت مظلم لم ينْتَفع بِهِ وَهُوَ مُحْتَاج لذَلِك
وَمثل من يطْلب الْعُلُوم الْكَثِيرَة وَجَمعهَا وَلم يعْمل بهَا وَلَا يرى أثر ذَلِك عَلَيْهِ فَيجمع الْعُلُوم والكتب دَائِما وَلَا يشْبع من طلبَهَا مثل من يجمع كل يَوْم وَسَاعَة طَعَاما كثيرا فِي بَيته من فنون الْأَطْعِمَة والأشربة والفواكه وَالطير مِمَّا يتسارع إِلَيْهِ الْفساد وَلَا يطعم مِنْهُ شَيْئا وَهُوَ جَائِع غرثان فَكل يَوْم يَأْكُل مِقْدَار رغيف من ذَلِك مِمَّا قد يبس وتكرج وَينظر إِلَى ألوان الْأَشْيَاء وَيبْخَل على نَفسه وَلَا يشْبع من جمعه كل يَوْم إِلَى يَوْم مَوته فينتن بَيته وفسدت الْأَشْيَاء فَتلقى وَلَا يأكلها أحد وَقد مضى