الْمُنكرَة فَإِذا انتشفت الأَرْض رُطُوبَة المَاء بَقِي روح الْبُرُودَة هُنَاكَ وَذَهَبت الْحَرَارَة والغمة فَحِينَئِذٍ إِذا دخل يجد الرّوح والراحة فافترق الذبان
فَكَذَلِك صدر الْآدَمِيّ وَقَلبه فَإِن الشَّهَوَات فِي قلبه فَنَفْس الْآدَمِيّ كالأتون الَّذِي يتلظى لَهب ناره من الشَّهَوَات والهوى وشعلها متأدية إِلَى جوارحه فشعلة مِنْهَا تتأدى إِلَى الْعين فَكلما رمى ببصره بِقُوَّة تِلْكَ الشعلة إِلَى شَيْء من زِينَة الدُّنْيَا رجعت إِلَى النَّفس بلذة يسكر عقله بهَا لِأَن تِلْكَ اللَّذَّة سرى حبها فِي نَفسه فتأدى بذلك الْحبّ إِلَى الصَّدْر فَسَكِرَ الْعقل من ذَلِك وتدنس فانكمن فِي الدِّمَاغ وَامْتنع من الْإِشْرَاق وافتقد الصَّدْر شعاعه الَّذِي كَانَ يَرْمِي إِلَى الصَّدْر فيشرق على الصَّدْر ويستنير مِنْهُ بِمَنْزِلَة شمس شعاعها تضيء بِهِ الأَرْض فيحول بَينهَا وَبَين الأَرْض سَحَابَة سَوْدَاء قَامَت بإزاءها فَذهب ضوؤها فَيصير الْبَيْت مظلما كالليل أَو شبهه
وشعلة مِنْهَا تتأدى إِلَى السّمع فَكلما ألْقى سَمعه إِلَى شَيْء تلذذ بِهِ السّمع فتأدت اللَّذَّة إِلَى النَّفس فثار دخانها إِلَى الصَّدْر