ومن دلالة آية الكرسي على تفرد الله بأوصاف الكمال ما دل عليه ختام الآية بقوله: {وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ} .
وقد بيّن الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - المعاني التي يدل عليها هذان الاسمان، فذكر من دلالة اسم الله (العلي) علو القدر فقال: "وله علو القدر وهو علو صفاته وعظمتها فلا يماثله صفة مخلوق".1
وذكر من معاني اسم الله (العظيم) معنى: "أنه موصوف بكل صفة كمال، وله من ذلك الكمال أكمله وأعظمه وأوسعه".2
وهذان المعنيان المستفادان من اسمي (العلي) و (العظيم) - من أن صفاته - سبحانه - عالية إلى الكمال الأعظم الَّذِي لا يدانيه فيه غيره. وأن له من كل كمال أكمله وأعلاه - يلتقيان مع معنى الوصف بالأعلى، حيث تقدم أنه يدل على: تفرد الله بأوصاف الكمال، وأنه له من كل كمال أكمله وأعلاه.
فيكون قَوْله تَعَالى: {العَلِيُّ العَظِيمُ} بمعنى (الأعلى) والله أعلم.