فعلى هذين الاسمين مدار الأسماء الحسنى كلها. وإليهما ترجع معانيها. فإن الحياة مستلزمة لجميع صفات الكمال، فلا يتخلف عنها صفة منها إلا لضعف الحياة، فإذا كانت حياته تعالى أكمل حياة وأتمها، استلزم إثباتها إثبات كل كمال يضاد نفيه كمال الحياة.
أما القيوم فهو متضمن كمال غناه وكمال قدرته، فإنه القائم بنفسه، فلا يحتاج إلى غيره بوجه من الوجوه، المقيم لغيره، فلا قيام لغيره إلا بإقامته. فانتظم هذان الاسمان صفات الكمال أتم انتظام"1.
وحاصل هذا الكلام القيم أن اسمي (الحي) و (القيوم) قد دلا على جميع أوصاف الكمال. "فانتظمت الصفات الذاتية تحت اسم (الحي) ، والصفات الفعلية تحت (القيوم") 2.
ومعلوم أن الصفات الفعلية هي الأوصاف الدالة على ربوبية الله تعالى، التي يرب ويدبر بها الخلائق.