براهين ذلك من دلائل الربوبية.

أما دلالة السياق من سورة "الروم" على هذا المعنى فقد تقدم1 أن القسم الأول منه في قضية من قضايا الربوبية. حيث إن المشركين يقرون بربوبية الله وخلقه، إلا أنهم ينكرون البعث بعد الموت وهو داخل في ربوبية الله وخلقه. فهم إذاً لا يثبتون لله كمال تلك الصفات.

والسورة تبين لهم بالأدلة العقلية وغيرها ثبوتَ المثل الأعلى لله في أوصاف الربوبية. إذ لا يكفي إثبات أنه سبحانه رب خالق مدبر، بل لابد أن يثبتوا له المثل والوصف الأعلى في ذلك، باعتقاد أنه متفرد بالربوبية والخلق، وأنه على كل شيء قدير، فعال لما يريد، لا يعجزه شيء، عندها يعلموا أن البعث عليه يسير.

وخلاصة دلالة السياق من سورتي "النحل" و"الروم" على هذا المعنى:

أن السورتين تناقشان جانبا من اعتقاد المشركين، المتمثل في إثباتهم لله صفة الألوهية والربوبية وغيرها، إثباتا هو أدنى مما يجب لله تعالى. ذلك الإثبات الَّذِي لم يقطع عنهم الظنون السيئة من إثبات الشركاء لله في العبادة، أو ظنهم أن الله لا يقدر على بعث الناس، أو أن الله لا يعلم كثيرا مما يعملون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015