والسورتان تبينان بدلائل الربوبية المشاهدة، وذكر صفات الرب تبارك وتعالى، وأمثال الحق، أنه لا يكفي ذلك الإثبات في صحة الإيمان حتى يثبتوا لله المثل والوصف الأعلى في تلك الصفات إلى الغاية الأكمل التي لا يُجعل معها لله شريك في ألوهيته، وأنه متفرد بالربوبية، قادر على كل شيء، فعال لما يريد، وسع سمعه الأصوات وأحاط علمه بكل شيء، وهو العزيز الحكيم.
دلالة المعنى اللغوي على هذا المعنى:
تقدمت1 الإشارة إلى دلالة المعنى اللغوي على تفسير المثل في قوله تعالى: {وَللهِ المثَلُ الأعْلَى} ونحوها، بمعنى الوصف الأعلى، وذلك في الملاحظات التي قدمت بها الكلام على هذه المعاني، وفي ذلك كفاية عن الإعادة.
أقوال العلماء في تفسير " المثل الأعلى " بهذا المعنى:
فسر بعض السلف " المثل الأعلى " بأنه بمعنى: لا إله إلا الله ولا رب سواه.
روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قَال: "مثل السوء: النار، والمثل الأعلى: شهادة أن لا إله إلا الله".2