عُلُوًّا كَبِيرًا} 1.

ومن جهة أخرى، وفي نفس الموضوع تضمن السياق النهي عن ضرب الأمثال لله، وهم الشركاء والأنداد - وتلك أوصاف سيئة - وجاء قوله تعالى: {وَلِلَّهِ المَثَلُ الأَعْلَى} ليكون علة حاسمة للنهي.

"فلا يوجد في حقيقة الحال من يكون مماثلا لله فيُضرب مثلاً له، لا في ذاته وصفاته، ولا في ربوبيته وأفعاله، ولا في ألوهيته وحقه على عباده، ولا في علمه وشرعه وهديه"2.

والسياق في أثناء ذلك يَذكر ويُذَكّر بأوصاف الله التي يدبر بها أمر الخلائق، من تفرده بالملك والأمر والخلق ونحوها من صفات الربوبية، والتي آثارها أكبر دليل على تفرده بالألوهية.

فدلالة السياق من سورة "النحل" على هذا المعنى ظاهرة في أن القضية هي في أوصاف الله تعالى. وتدور على وصفهم الله بأن له أولادا وشركاء في الألوهية، مع إثباتهم أنه إله يُعبد.

والسورة ترشد إلى أن إثبات ألوهية الله، مع التلبس بما يناقضه من الشرك لا ينفع. بل يجب إثبات المثل الأعلى لله تعالى في ألوهيته إلى الغاية الأعلى والأكمل التي لا يُتصور معها لله شريك. كما تذكر السورة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015