فهم وجميع البشر بحاجة إلى أن يدركوا أن لله الوصف الأعلى الَّذِي لا يقبل المشاركة في الألوهية وغيرها من صفات الكمال.
وهذا أمر هام وفارق بين أولياء الله وأعدائه.
وقد ورد هذا المعنى - وهو بيان علو صفات الله تعالى - في سورة "الإسراء"، في قضية تشابه القضية التي ورد في سياقها إثبات المثل الأعلى لله تعالى في سورة "النحل".
وذلك أنه في سورة "النحل" ذكر أنواعا من الشرك، وأن المشركين جعلوا له البنات. ثم أبطل ذلك، وقابله ببيان أنه سبحانه له المثل الأعْلَى.1
وفي سورة "الإسراء" ذكر سبحانه اتخاذ المشركين الآلهة معه، وزعمهم أن الملائكة بنات الله. وأبطل ذلك سبحانه، وقابله ببيان علو ذاته وصفاته علوا كبيرا، يستحيل معه أن يكون له شريك أو ولد، حيث قَال سبحانه:
{أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنْ المَلآئِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيمًا وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا القُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُورًا قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَبْتَغَوْا إِلَى ذِي العَرْشِ سَبِيلاً سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ