العلم بقولهم:

إن الإقرار بتفرد الله بالربوبية يستلزم الإقرار بتفرده بالألوهية.

وكذلك سائر صفات الكمال هي من خصائص الإله الحق، ويخبر بها عن اسمه "الله" الدال على اتصافه بالألوهية، وسيأتي مزيد بيان لهذا المعنى الهام في الفوائد إن شاء الله.

ثالثاً: إن ثمرة معرفة ثبوت المثل الأعلى لله تعالى هي: توحيد الله وإقامة الدين له.

وذلك أن العلم بتفرد الله بالألوهية والربوبية وسائر صفات الكمال يستلزم توحيده وإقامة الدين له، وما يتصل بذلك، وقد دل على هذا المعنى سياق سورة " الروم " في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ المَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَآءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ بَلْ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَآءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015