الثانية: أنه متعارض مع ما تقدم من قوله: "وهذا معنى قول من قَال من السلف والخلف: إنه ما في قلوب عابديه وذاكريه من معرفته وذكره ومحبته وجلاله وتعظيمه.

وهذا الذي في قلوبهم من المثل الأعلى لا يشترك فيه غيره معه، بل يخص به في قلوبهم كما اختص به في ذاته".

فالأولى لو أضاف التوحيد إلى هذا المعنى - الأمر الثاني - فيكون تفسيره بأنه: ما في قلوب عابديه وذاكريه من معرفته وتوحيده، ومحبته وذكره وجلاله وتعظيمه ... ونحو ذلك.

فيكون هذا المعنى هو: ما يقوم في القلوب من إثبات المثل الأعلى لله تعالى من اعتقاد تفرده بالألوهية والربوبية وسائر صفات الكمال، وما ينتج عن هذا من أعمال القلوب من محبة الله وتعظيمه وإجلاله وخشيته ونحو ذلك.

الوقفة الرابعة: مع قوله: "الرابع محبة الموصوف بها وتوحيده ... "

قوله: "وتوحيده"، تقدم أن الأولى أن يضاف التوحيد إلى الأمر الثاني، الذي هو المثل العلمي الاعتقادي الأعلى القائم في قلوب العباد.

أما محبة الله تعالى - المتصف بالمثَلِ الأعْلَى - ونحوها مما يقوم في قلوب المؤمنين العالمين بالله فليست من الأمور التي يفسر بها قوله تعالى: {وَلِلَّهِ المَثَلُ الأَعْلَى} .

ولا يدل السياق والدلائل الأخرى على أن المثل الأعلى يفسر بالمحبة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015