والخلف: إنه ما في قلوب عابديه ... "، وقوله بعد إيراد الأمور الأربعة: "فعبارات السلف تدور حول هذه المعاني الأربعة لا تتجاوزها".

الوقفة الثانية: مع ترتيب الأمور الأربعة.

حيث إن الأنسب تقديم ما ذكره في الأمر الثالث على الأمر الثاني، وذلك: "أن وجودها العلمي والخبر عنها وذكرها"، الحاصل في نصوص الوحي، مقدم على "علم العالمين بها"، وهو سبب له متقدم عليه.

الوقفة الثالثة: مع قوله: "فكل أهل الأرض معظمون له مجلون خاشعون لعظمته مستكينون لعزته وجبروته.... فلست تجد أحدا من أوليائه وأعدائه إلا والله أكبر في صدره وأكمل وأعظم من كل ما سواه".

هذا الاستطراد في بيان الأمر الثاني فيه نظر من جهتين:

الأولى: أنه لا يقال أن المثل الأعلى هو ما في قلوب أوليائه وأعدائه من كون الله أعظم وأكمل من كل ما سواه. فهذا الحد المشترك ليس هو المثَل الأعْلَى فإن أعداء الله المشركين يجعلون معه الشركاء مع اعتقادهم أنه الإله الأعظم. وإنما الحد المشترك هو الإقرار الفطري، وهو أساس مهم في الاستدلال عليهم بالأمثال والحجج الجارية على قاعدة قياس الأولى.

والمثَلُ الأعْلَى - كما دل عليه السياق والدلائل الأخرى - هو اعتقاد تفرد الله بالألوهية والربوبية وسائر صفات الكمال.

فهو خاص بالمؤمنين الموحدين، وليس بكل أهل الأرض مسلمهم وكافرهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015