الثالث: علو القهر والسلطان.

وأن نسبة المثل إلى الله ووصفه بأنه الأعلى يمكن تفسيره بأمرين:

الأول: المعاني الحقيقية القائمة بذات الله تعالى وهي صفات الكمال.

الثاني: الأمثال القولية الدالة عليها. والله أعلم.

تحرير المراد "بالمثَلِ الأعْلَى":

إن دلالة السياق الذي ورد فيه قول الله تعالى {وَلِلَّهِ المَثَلُ الأَعْلَى} ، وقوله: {وَلَهُ المَثَلُ الأَعْلَى} ، وما يستفاد من النظر فيما يمكن تفسير "المثل" به فيهما من المعاني اللغوية، وما يفيده وصف الله أو ما نسب إليه بالأعلى، كل ذلك يدل على أن "المثل الأعلى" يفسر بأكثر من معنى صحيح.

وهذه المعاني منها معنى هو الأساس والأصل وهو ثبوت المثل الأعلى لله تعالى وقيامه بذاته كما سيأتي بيانه، والمعاني الأخرى دالة عليه أو نتيجة له، فهي توصف بأنها الأعلى باعتبار موافقتها له ودلالتها عليه. فليست معاني متضادة، وإنما يطلق "المثل الأعْلَى" على كل منها باعتبار صحيح.

وقد دل على ذلك - أيضا - أقوال أهل العلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015