1- أن الحقائق والمعارف الحق التي يستفيدها الأنبياء والأولياء وغيرهم من أهل التصوف لا تكون بتعلم العلم، وإنما بالكشف والفيض. وأن طريق المعرفة الصحيح هو ترك العلم والإقبال على تحصيل ذلك.
2- أن النبوة تحصل بهذا الطريق، وليست خاصة بالأنبياء، بل هي متاحة لكل من سلك الطريق الذي زخرفه.
3- أن الأنبياء والأولياء الذين وصلوا حد المكاشفة يعلمون الغيب، وينكشف لهم كل ما في اللوح المحفوظ.
وقد قدم للمثل الذي ضربه لذلك بتمهيدات، منها قوله وهو يتكلم عن طريقة الصوفية:
"فلذلك لا يشتغلون بدراسة العلم، بل يشتغلون بتصفية القلب، وقطع العلائق ... ثم تفويض الأمر إليه، فهو أعلم بما يكشف لقلوبهم من الأنوار والألطاف، وهو طريق الأنبياء والأولياء، فإنهم لم يحصلوا العلوم والحقائق بالمدارسة ... "1.
وزعم أنهم بهذه الطريقة ينكشف لهم ما في اللوح المحفوظ حيث قَال: "واعلم أن القلب إذا كان كالمرآة الصقيلة المجلوة، وقد علمت قبل ذلك أن حقائق الأشياء منقوشة في اللوح المحفوظ، فمهما ارتفع الحجاب،