ظهر نظام عالم العلو"1.
فهو يزعم أن العالم السفلي - الأرض ومن عليها - يظهر نظامها بنور الإنسان.
ويؤيد هذا قوله - المتقدم2- الذي أفضى به إلى الإمام أبي بكر بن العربي حيث قَال له: "فإن للنفس قوة تأثير موجدة ... وقد تزيد بصفائها واستعدادها، فتعتقد إنزال الغيث وإنبات النبات، ونحو ذلك من معجزات خارقات للعادة، فإذا نطقت به كان على نحوه"3.
فهو يزعم - وأقبح به من زعم - أن الإنسان يدبر الخلق والأمر بما هو أسفل منه بما معه من نور إلهي، فالخالق إذاً هو الله وحده! إذ إن نوره المتجلي في الإنسان هو الذي تم به الخلق!
وهذا كفر لم يصل إليه كفر إبليس الذي أُمر للسجود لآدم فأبى، فهو وإن شابهه في كون كلا القياسين فاسداً معارضاً للأمر الصريح، والبيان الواضح من الله تعالى، إلا أن قياس الغزالي، أشد منه ضلالاً من وجوه، من أهمها: