ثانياً: ومن الأقيسة الخبيثة، ذلك المثَل الذي ضربه أبو حامد الغزالي ليستدل به على تأليه البشر، وحلول نور الله في الإنسان، وأنه يكون بذلك النور رباً مدبراً، يعلم الغيب.
وذلك أنه ضرب نور القمر- الذي ينتشر على الأرض، وينفذ من كوة في الدار وينعكس على مرآة - مثلا لنور ذات الله الذي ينفذ إلى القلب، فيكون في الإنسان شيء من الألوهية، تنكشف له به المغيبات، ويملك التصرف بما شاء من الكون.
قَال محقق كتاب "مشكاة الأنوار" للغزالي: "هذه هي الخطوة الثالثة في تجريد النور، إذ نحن الآن بإزاء نور ليس من أنوار هذا العالم، بل من أنوار عالم الملكوت الذي منه القرآن....
ثم إن أنوار عالم الملكوت التي تقتبس منها الأنوار الأرضية بحسب قربها وبعدها من منبع النور الأول الذي يمثله الغزالي بضوء القمر عندما يدخل في كوة بيت فيقع على مرآة منصوبة على حائط، ثم ينعكس على مرآة على حائط آخر، ثم ينعطف على الأرض فينيرها....
وهذا النور الحق هو الذي بيده الخلق والأمر"1.
"وبالنور الإنساني السفلي ظهر نظام عالم السفل، كما بالنور الملكي