فهذا النوع من الإلحاد - باعتقاد الأنداد لله المماثلين له بالذات أو شيء من الصفات - يؤدي إلى جعلهم أندادا له في الألوهية، وشركاء في العبادة.

ولهذا الاعتبار - وهو اقتناع الكثير من الناس أنه لا يعبد إلا من كانت له الربوبية، أو شيء منها، ويملك النفع، ودفع الضر لعابديه- لجأ شياطين الجن والإنس إلى الافتراء على الله، زاعمين أن بعض الخلق لهم تصرف في الكون، وأنهم خلفاء عن الله في تدبير ملكه وعباده، وأن بعض الأولياء هم مظهر صفات الله الأزلية، أو نور من نور ذاته، وأنهم ينفعون من شاؤوا ممن يتقرب إليهم ويعبدهم، ويضرون من شاؤوا، وأنهم يعلمون الغيب. وأن النجوم أرواح فعالة لها تأثير على الأرض ومن فيها؛ وغير ذلك من الأباطيل التي نسجوا لها القصص، وزخرفوها بالشبهات، ليغرروا بها الجهال.

قَال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ القَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ} ... إلى قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015