كوكب، أو غيره له شيء من التدبير والتصرف في الكون أو في شيء من المخلوقات، فقد جعل لله ندا مساويا له في أفعاله - سبحانه - التي دلت عليها أسماؤه وصفاته الفعلية.
بيان أن هذا الشرك يؤدي إلى الشرك في الألوهية:
إن المتقرر في دلالة العقول أن المساواة في الذات والصفات تعني المساواة في الاستحقاق العام والأحكام.
فكل من أثبت مشابها ونظيرا لله في ذاته أو شيء من صفاته وأفعاله، فقد جعل له شيئا من الألوهية، وأوجب له العبادة تعالى الله عن ذلك.
وعلى هذه القاعدة جاء قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ العَابِدِينَ} 1.
ومعنى الآية:
"قل يا محمد إن ثبت لله ولد، فأنا أول من يعبد هذا الولد الذي تزعمون ثبوته. ولكنه يستحيل أن يكون له ولد. وفيه نفي للولد على أبلغ وجه، وأتم عبارة، وأحسن أسلوب.
وهذا هو الظاهر من النظم القرآني ... ومثل هذا قول الرجل لمن يناظره: إن ثبت ما تقول بالدليل فأنا أول من يعتقده ويقول به"2.