شيء إلى الجسم فإِنه يظلم ولا يُرى.
وهذه الفائدة واضحة في دلالة المثَل. حيث قال - سبحانه -: {إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} ، بعد أن ذكر الحجب التي حجبت النور عن ذلك المكان. فدل على أن السبب في عدم الرؤية هو انعدام النور.
وقد أشار بعض المفسرين إلى هذه الفائدة، بقوله:
"ثم إن ظاهر الآية يقتضي أن مانع الرؤية شدة الظلمة، وهو كذلك لأن شرط الرؤية بحسب العادة في هذه النشأة الضوء"1.
وهذا البيان لكيفية الرؤية واشتراط أن يكون الجسم المُبْصَر مضيئاً أو مضاءً من غيره، هو الصواب الذي قرره المحققون من الباحثين في الضوء قديماً وحديثاً، كما أمكن إثباته بالتجربة القاطعة.
قال صاحب "كتاب المناظر"2: "وقد تبين.. أن كل جسم مضيء بأي ضوء كان، فإِن الضوء الذي فيه يصدر منه ضوء إلى كل جهة تقابله فإِذا قابل البصر مُبْصَراً من المبصرات، وكان المُبْصَر مضيئاً بأي ضوء كان، فإِن الضوء الذي في المُبْصَر يرد منه ضوء إلى سطح البصر. وقد تبين - أيضاً - أن من خاصية