الظلمات الحالكة في قاع البحر الذي يحيط بالجزيرة العربية"1.
وتقدم2 في دراسة الممثّل به أن الثابت في علم الضوء أن الضوء إذا انتقل من وسط شفاف إلى وسط آخر شفاف فإِن جزءاً من الضوء ينعكس، والجزء الآخر ينفذ لكنه ينكسر.
وتتكرر العملية بتعدد الأوساط المختلفة الكثافة.
فلا يزال الضوء - الذي يخترق مياه البحر - ينعكس جزء منه، وينكسر جزء آخر، إلى أن تصل زاوية الانكسار إلى الزاوية الحرجة (زاوية الانكسار الكلي) ، فيرتد ما بقي من الضوء، ولا ينفذ منه عندئذ شيء إلى أسفل، ويكون ما تحت ذلك مظلماً ظلمة تامة.
فعلم البحار يؤكد ظلمة قاع المحيطات ظلمة شديدة، وعلم الضوء الحديث يؤكد ما دل عليه المثَل من أن الظلمة ناتجة بسبب تلك الأوساط المعترضة له، وهي الأمواج المتعددة في تلك المحيطات.
ولا يشك كل عالم بهذه العلوم من تطابق ما دل عليه المثَل من ذلك مع ما ورد فيها.
ثانياً: دلالة المثَل على أن الإِبصار يكون بوصول الضوء من مصدر مضيء إلى الجسم المرئي (المُبْصَر) ، وأنه إذا انعدم الضوء ولم يصل منه