"لقد أثارت هذه الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهْشتي العميقة في البداية. فلم أكن أعتقد قط بإِمكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحد من الدعاوى الخاصة بموضوعات شديدة التنوع ومطابقة تماماً للمعارف العلمية الحديثة. وذلك في نص كتب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرناً. في البداية لم يكن لي أي إِيمان بالإِسلام. وقد طرقت دراسة هذه النصوص بروح متحررة من كل حكم مسبق وبموضوعية تامة.

إِن أول ما يثير الدهشة في روح من يواجه مثل هذا النص لأول مرة هو ثراء الموضوعات المعالجة، فهناك الخلق، وعلم الفلك، وعرض لبعض الموضوعات الخاصة بالأرض، وعالم الحيوان، وعالم النبات، والتناسل الإِنساني. وعلى حين نجد في التوراة أخطاء علمية ضخمة، لا نكتشف في القرآن أي خطإ.

وقد دفعني ذلك لأن أتساءل: لو كان كاتب القرآن إنساناً، كيف استطاع في القرن السابع من العصر المسيحي أن يكتب ما اتضح أنه يتفق اليوم مع المعارف العلمية الحديثة؟ ليس هناك أي مجال للشك، فنص القرآن الذي نملك اليوم هو فعلاً نفس النص الأول.. ما التعليل الإِنساني الذي يمكن أن نعطيه لتلك الملاحظة؟.. في رأيي ليس هناك أي تعليل، إذ ليس هناك سبب خاص يدعو للاعتقاد بأن أحد سكان شبه الجزيرة العربية ... استطاع أن يملك ثقافة علمية تسبق بحوالي عشرة قرون ثقافتنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015