القسم الثاني: الإِخبار عن حقائق في العلوم المادية الدنيوية بما يطابق ما ثبت عند المتخصصين فيها:
والمراد ما ورد في المثَل من تقرير أمور من مباحث العلوم المادية، جاء بيان القرآن لها موافقاً لما تقرر عند علماء ذلك الفن.
وهي وإن كانت لا تصل إلى حد الإعجاز باعتبار آحادها، لكنها توجب الثقة والاقتناع بأن هذا القرآن من عند خبير عليم بالخلق. كما قال - سبحانه -: {أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} 1.
وإذا تظافرت الدلائل من هذا النوع أوجبت لمن تأملها وأدرك وجه العبرة منها، القطع أن هذا البيان لا يمكن أن يصدر من ذلك الرسول الأمي الذي لم يعرف عنه ولا عن قومه الاهتمام بمثل هذه المطالب.
وهذه المسائل العلمية - التي ورد البيان عنها مطابقاً للحقائق التي اكتشفت وثبتت عند أهلها - لفتت أنظار كثير من الباحثين من المسلمين وغيرهم، وأوجبت لهم تعظيم القرآن، وقادت بعضهم إلى اعتناق الإِسلام.
وأكتفي في الاستدلال على ذلك بما ذكره المستشرق الفرنسي: "موريس بوكاي" في كتابة: "دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة" حيث قال: