حَمِيدٍ} 1، ولهذا قال: {أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ} أي: فيه علمه الذي أراد أن يطلع العباد عليه من البينات والهدى والفرقان، وما يحبه اللَّه ويرضاه، وما يكرهه ويأباه، وما فيه من العلم بالغيوب من الماضي والمستقبل، وما فيه من ذكر صفاته تعالى المقدسة التي لا يعلمها نبي مرسل ولا ملك مقرب، إلا أن يعلمه اللَّه به"2.
قوله - رحمه اللَّه -: "وما فيه من العلم بالغيوب في الماضي والمستقبل" يشمل الإخبار بحقائق علمية ليست معروفة في وقت نزوله فهي غيب بالنسبة للمعاصرين لنزوله، فتكون من الآيات التي لم يأت تأويلها، ثم إذا جاء حين تأويلها، وأذن اللَّه للناس باكتشافها ومعرفتها، وهيأ لهم أسباب ذلك، فعرفوها، ثم قارنوا ما عرفوه ببحثهم واجتهادهم مع ما أخبر اللَّه به، فوجدوا التطابق الدقيق، مع جزمهم أنها لم تكن تعرف من قبل من قِبَل بشر، أفادهم ذلك يقيناً أنها من عند الخالق المبدع العليم.