كما لا يجوز لنا في نفس الوقت أن نجمد على معارفنا القديمة الضيقة، وتفسيراتنا الجزئية المحدودة، المبنية على تلك المعلومات القديمة، والتي ربما كانت قاصرة، أو خاطئة في تفسير ظواهر بعض أو أكثر الجوانب العلمية التي كشف عنها العلم الحديث، مما يؤدي في النتيجة إلى فهم القرآن فهماً غير سليم في ضوء المعارف الحديثة، وفي الآيات التي لها مساس بالعلوم"1.

ثم أشار إلى طرفين خاطئين في تناول هذه القضايا.

الأول: المنهج الذي يرفض الانفتاح للعلوم الحديثة المعاصرة، في تفسير القرآن الكريم، حتى تلك التي أصبحت يقينية لا يجوز الإعراض عنها بحال. مما قد يؤدي إلى إِيجاد ثغرات بين التفسير الذي أرادوه وتلك الحقائق الثابتة.2

الثاني: منهج الذين فتنوا بالنهضة العلمية الحديثة، وأرادوا أن يبرزوا سمو الدين والقرآن في عصر المادة، فصاروا يحملون - بمناسبة أو غير مناسبة - آيات القرآن على المكتشفات أو القوانين العلمية الحديثة، مما جعلهم يخرجون بالآيات القرآنية عن معانيها اللغوية، ومدلولاتها الشرعية، وينحرفون بها عن الغاية والهدف الساميين، اللذين جاءت من أجلهما،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015