وقال جلّ شأنه: {وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمْ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} 1.
إلا أنه رغم هذا تعرّض لكثير من حقائق الكون والحياة التي كانت مجهولة، إما إِجمالاً، وإِما تفصيلاً عند نزول القرآن، للفت نظر الإِنسان إلى الكون والحياة، والاهتمام بالعلم والمعرفة، وفي نفس الوقت ليكون يوماً ما معجزة دالة على أن هذا الكلام ليس من كلام البشر، وإِنما هو من كلام اللَّه، وذلك عندما يضع الإِنسان يده على كثير من أسرار الكون والحياة والعلم والمعرفة.
وبناء على ذلك، يجب علينا حينما نعرض للإِعجاز العلمي في القرآن، أن لا ننسى الوظيفة الأساسية التي جاء من أجلها، ألا وهي هداية البشر، ورسم المنهاج القويم، والسبيل المستقيم، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الضلالة إلى الهدى.
فلا يجوز لنا بعد هذا أن ننحرف عن الوظيفة الأساسية لكتاب اللَّه، ونُحمّلَ الآيات ما لا تطيق من المعاني العلمية التي لم تُسق الآية من أجلها، ولا نزلت لبيانها، وإِنما هي من أوهام القارئ، وربما انقلبت إلى ضرب من التأويل الباطني الباطل.