والكون والحياة إلا القليل النادر، وكان يعتقد الكثير من العقائد الباطلة عن الكون والحياة.
فجاء القرآن في خضم تلك المعتقدات… وكان من المفترض أن يتكلم القرآن بنفس الأساليب والمعتقدات التي يعتقدها الناس في ذلك الوقت، فيما لو كان القرآن من صنع البشر وكلامهم، كما هو المتوقَّع والمعروف.
إلا أن القرآن لم يخض أبداً في مثل تلك الخرافات، بل جاء على خلافها، فأثبت أن الأرض كوكب سابح في الفضاء، فليست على قرن ثور، وأن الأمطار تنزل من السحاب، وأن السحاب يجتمع بفعل الرياح، وأنه بفعل اجتماعه يخرج البرق.
إلى آخر ما هنالك من الآيات التي نزلت مخالفة لما كان سائداً في ذلك العصر، ولعصور طويلة بعده، والتي جاء العلم الحديث، فأثبت بالبراهين اليقينية ما أخبر به القرآن قبل قرون طويلة.
فلو كان القرآن من صنع محمد صلى الله عليه وسلم لكان من المستحيل أن يصدر عنه مثل هذا الكلام الذي كان يجهله أهل عصره، بل كانوا يعتقدون خلافه، والذي يعتبر تصحيحاً لمعتقداتهم وعلومهم، مطابقاً للواقع الحقيقي الذي كشف عنه العلم الحديث بالبراهين اليقينية، بعد أن بذل الإِنسان في سبيل الوصول إليه النفس والنفيس، وأمضى في الطريق إليه الأيام والدهور والأعوام.