ما يختلج في نفوسهم من الحيرة والقلق مما لا يستطيع الكثير منهم التعبير عنه. وسرورهم بذلك جار على طبائع النفوس وانجذابها إلى ما يشاكلها.
وهذا الموضوع مضماره الفكر والثقافة الإسلامية، وإِنما أكتفى بما تقدم في بيان دلالة المثَل على هذا الأمر من حال الكفار، وبعض شواهده من أقوالهم وأحوالهم.
وأحيل على ما ذكر في الفائدة الأولى1 من أهمية العناية بمواضيع الثقافة الإِسلامية، وأهم ضوابطها، وضرورة النقد لما يكتب فيها، وإبرازها للشباب وغيرهم ليحصل لهم التحصن - بإذن اللَّه - من الانخداع بحضارة الكفار المادية الظاهرة، وبريقها الخادع.
وخلاصة هذه الفائدة:
أن مثل الظلمات دل على أن الكفار في خوف وقلق، واضطراب وتوتر وحيرة دائمة.
وتبين أن سبب ذلك هو بُعدهم عن اللَّه، بكفرهم وعصيانهم. والبعد عن اللَّه يورث الوحشة والخوف.
ومن أسبابه جهلهم التام بالحكمة مِنْ خلْقهم، وبطريق هدايتهم، وماذا ينتظرهم بعد الموت.. وغيرها من المطالب الهامة.
وأما الحيرة فسببها الرئيس هو يأسهم من الاهتداء إلى طريق علمي