ويروي بها نهمته، دون أي طائل يذكر في الوقوف على اليقين.

والحقيقة أن تلاشي الأمل في الفلسفة عند مفكري العالم الكافر في العصر الحديث، والذي سبقه فقدان الثقة بالديانة النصرانية واليهودية التي حُرِّفت، وتسريتهم ذلك الحكم على كل دين حتى الدين الخاتم المحفوظ، كل ذلك أوجب لهم حيرة، ويأسا قاتلاً جعلهم يتمسكون بالتافه من القول، كما يفعل الغريق الذي يتمسك بالقشة، طلباً للنجاة.

وقد ذكرت1 في الفائدة الأولى بعض شهادات علماء الفلسفة على إِفلاسها، وفقدان الأمل بها. وأذكر هنا زيادة تبين نتيجة ذلك من الحيرة والقلق.

فمن ذلك قول بعضهم:"وهكذا بعد ذلك نجد أنفسنا في حيرة ...

ولكن الإِنسان الأوربي ما تردد في التضحية في سبيل نظرية مشكوك فيها، خير من أن ينقلب مرة أخرى إلى رجال الدين ويتلقى عقائده منهم.

إذن أي مأزق نواجهه حين ينكر بعضنا المادة، وينكر بعضنا الآخر الشعور.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015