وقال كاشفاً عن سر ذلك: "وسر المسألة أن الطاعة توجب القرب من الرب - سبحانه - وكلما اشتد القرب قوي الأنس. والمعصية توجب البعد من الرب وكلما زاد البعد قويت الوحشة"1.
والكفر هو أصل المعاصي وأكبرها، وحظ صاحبه من هذه الآفات أوفر. وهم بذلك أبعد ما يكونون عن سبب الأمن والهداية الذي هو الإِيمان باللَّه وحده، كما دل عليه كتابه وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم قال اللَّه تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوآ وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} 2.
وعلى هذا فقلوب الكفار، مظلمة حائرة، قلقه مضطربة، حتى أصبحت هذه الأمراض هي سمتها المميزة، ومشكلتها المسيطرة. ولا يتأثر ذلك بحضارة الكفار وتقدمهم المادي، إذ إن سببه الكفر، بل إنه يزيد كلما زادوا في كفرهم وإلحادهم، كما هو الحال في العصر الحديث.
وهذه شهادة من بعض الباحثين: "يوصف العصر الحديث - بصفة عامة - بأنه عصر القلق والتوتر الفردي والجماعي، لما يبدو على إنسان العصر الحديث - عصر العلم والتكنلوجيا3 - أنه ليس أكثر سعادة اليوم من إِنسان الأمس القديم، لما