الثاني: نفي النقص عن الله تعالى بطريق الأولى.
ودل عليه قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ المَثَلُ الأَعْلَى} من سورة "النحل".
وأن الكمال الَّذِي يثبت لله تعالى بالطريق العقلي على قاعدة قياس الأولى يعتبر فيه عدة أمور من أهمها:
1- أن يثبت لله من كل كمال أكمله وأعلاه.
2- أن ثبوت الكمال لله يختلف عن ثبوته للمخلوقين من أوجه أهمها: أن الله يستحق بنفسه ولا يستفيده من غيره، بخلاف المخلوق الَّذِي يستفيده من خالقه. وأن كمال الله يستلزم نفي النقيض، بخلاف صفة المخلوق التي يتصف بها وبنقيضها.
3- أن الكمال الثابت لله بالطريق العقلي وقاعدة قياس الأولى يؤيد ما ورد في الكتاب والسنة من صفات الكمال.
4- أن يكون الكمال المثبت لله ممكن الوجود.
ويخرج بذلك ما توهم أنه كمال وهو ممتنع لذاته مما يتعلق بأفعال الله وقدرته.
5- أن يكون سليما من النقص.
ويخرج بذلك الكمال النسبي، الَّذِي يكون كمالا لبعض المخلوقات دون بعض، أو يكون كمالا بالنسبة للإنسان لكنه في الحقيقة يستلزم نقصا، فيكون نقصا بالنسبة للخالق.
وأن تطبيق قاعدة قياس الأَوْلى على الأمثال والحجج العقلية الجارية