بالمثل الأعلى - الدال على اختصاصه وحده بالألوهية والربوبية وأكمل الكمال - في السموات والأرض فليس له مماثل أو مكافئ أو شريك من أهلهما.
وختم سبحانه تلك الآية العظيمة باسمين من أسمائه المباركة، هما (العزيز الحكيم) ، ليبين كمال قوته وعزته، وشمول حكمته لكل أفعاله، وأنه يفعل ما يريد - ومن ذلك البعث بعد الموت - دون أن يكون له ممانع أو مدافع أو معقب، وأن له في ذلك الحكمة البالغة.
د- دلالة ثبوت المثل الأعلى لله تعالى على قاعدة قياس الأولى.
وحاصل هذه القاعدة: أن كل ما اتصف به المخلوق من كمال فالخالق أولى به على ما يليق به سبحانه، وكل ما ينزَّه عنه المخلوق من نقص فالخالق أولى بالتنزه عنه.
وأن هذه القاعدة تستند على أمرين مستقرين في العقول السليمة هما:
الأول: أن كل كمال في المخلوق فهو مستفاد من الخالق، فالذي أعطاه ذلك الكمال أولى به على ما يليق به سبحانه.
الثاني: أن الله أعظم وأعلى وأكمل من المخلوق، فهو أولى بالكمال منه.
وأنه يستدل بهذه القاعدة على أمرين:
الأول: إثبات الكمال لله بطريق الأولى. ودل عليه، قول الله تعالى: {وَلَهُ المَثَلُ الأَعْلَى} في سورة "الروم".