تدل على حجة عقلية.
ويكون قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ} : خبر من الله تعالى يقرُّ به المشركون، وهو مقدمة للدليل بعده.
وقوله: {ثُمَّ يُعِيدُهُ} : هي الدعوى المستدل لها والتي ينكرها المشركون.
وقوله: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} : تتضمن حكماً متفقا عليه، يُقرُّ به المخاطبون بالدليل من المشركين، هذا الحكم هو:
إعادة الصنع أهون على الصانع من ابتدائه.
وحاصل الدليل: إيجاب العقل الحكم لله بهذا الحكم، من كون البعث أهون عليه من خلق الناس أول مرة، وأنه أولى بذلك لكونه أقدر وأعلم منهم.
ودل قوله تعالى: {وَلَهُ المَثَلُ الأَعْلَى} مع تأكيد أنه أولى بهذا الحكم منهم - لكونه أولى بكل كمال ثابت للمخلوق على ما يليق به سبحانه - على أن له من كل كمال أكمله وأعلاه، مما يزيل الاشتباه بأن بعض الخلق أهون على الله من بعض، ويفيد كمال قدرته التي تستوي عندها المخلوقات مهما عظمت أو كثرت أجزاؤها أو مراحل خلقها.
ودل قوله تعالى: {فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} : على تفرده سبحانه