ثم ختم تبارك وتعالى - الآية بذكر اسمين عظيمين من أسمائه هما: (العزيز الحكيم) ، الدالان على كمال قوته، ونفوذ مشيئته في خلقه، وحكمته في ذلك. واللذان تشاهد آثارهما ودلائلهما في خلقه وتدبيره. فيدل على أن من كملت عزته وقوته وحكمته فهو المتفرد بالألوهية المستحق لأن يُفرد بالعبادة، وهو المستحق للتسبيح والتنزيه عن الشركاء والأولاد، وعن كل نقص وسوء.
وأن ما يجري في الكون، وعلى العباد ومنهم، بما في ذلك طاعات الطائعين، ومعصية العاصين، إنما هي بإذن الله وتقديره، لا يفعل أحد في ملك العزيز إلا وقد أذن له فيه ومكّنه من فعله، وله في كل ذلك الحِكَمُ البالغة.
جـ- بيان معنى قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ المَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} وخلاصة ما دلت عليه:
أن قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} ، ورد في سياق مجادلة كفار العرب الجاحدين للبعث بعد الموت، وتضمنت دليلا عقلياً قاطعاً في إمكان البعث على أصولهم التي يتعارفون عليها.
وتبيّن أن تفسير {أَهْوَنُ} في الآية بهيّن ليس هو الأولى وإن كان صحيحا في اللغة والمعنى، وإنما الأنسب تفسيرها على بابها للتفضيل حيث