يا رسول الله إن الناس يحدِّثون عنك بكذا وكذا.
قال: "ما قلته. ما أقول إلا ما ينزل من السماء، وَيحكُمْ لا تكذبوا عليّ؛ فإنه ليس كذبٌ عليّ ككذب على غيري".
قال الدارقطني:
"ومن سننه صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين من بعده الذّب عن سنته، ونفي الأخبار الكاذبة عنها، والكشف عن ناقلها، وبيان تزوير الكاذبين، ليسلم من أن يكون خصمُهُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً كذباً، وأقر عليه، كان الرسولُ صلى الله عليه وسلم خصمَهُ يوم القيامة".
فإن"1" ظن ظان، أو توهم متوهم، أن التكلم فيمن روى حديثاً مردوداً غيبة له، يقال له: ليس هذا كما ظننتَ، وذلك أن إجماع أهل العلم على أن هذا واجبٌ ديانة ونصيحة للدين وللمسلمين.
وقد حدثنا القاضي أحمد بن كامل، ثنا أبو سعيد الهروي، ثنا أبو بكر بن خلاد، قال: قلت ليحيى بن سعيد القطان: أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم خصماءك عند الله عز وجل؟.
قال: لأن يكون هؤلاء خصمائي أحب إليّ من أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم خصمي؛ يقول لي: لِمَ لم تذبّ الكذب عن حديثي؟.
قال: "وإذا كان الشاهد بالزور في حقٍ يسير تافهٍ حقير يجب كشف حاله؛ فالكاذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحل الحرام ويُحرّم الحلال، ويتبوأ