شهواتهم كَتْبُ الغريب، وسماع المنكر؛ حتى صار المشهور عند أكثرهم غريباً، والمعروف عندهم منكراً، وخلطوا الصحيح بالسقيم، والحق بالباطل؛ وذلك لعدم معرفتهم بأحوال الرواة ومحلهم، ونقصان علمهم بالتمييز، وزهدهم في تعلم ذلك والبحث عنه، وطلبه من مظانه "-إلى أن قال-"وقد أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بما يكون بعده في أمته من الروايات الكاذبة، والأحاديث الباطلة، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم باجتناب رواتها، وحذر منهم ونهى عن استماع أحاديثهم، وعن قبول أخبارهم؛ فقال صلى الله عليه وسلم: "سيكون في آخر الزمان أناس من أمتي، يُحدِّثونكم بما لم تسمعوا أنتم، ولا آباؤكم؛ فإياكم وإياهم" أخرجه مسلم مِن حديث أبي هريرة ?.

ثم أخرج الدارقطني بسنده: "عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون في آخر الزمان دجّالون كذّابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم، ولا آباؤكم؛ فإياكم وإياهم؛ لا يضلونكم ولا يفتنونكم".

وأخرج بسنده "عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم".

قال الدارقطني: "فحذّرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذابين ونهانا عن قبول رواياتهم، وأمرنا باتقاء الرواية عنه صلى الله عليه وسلم إلا ما علمنا صحته".

ثم أخرج بسنده "عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم".

وأخرج بسنده من طريق "رفاعة بن هدير بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج، عن أبيه، عن جده، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015