فقال الأنصاريّ: يا للأنصار، وقال المهاجريّ: يا للمهاجرين، فسمّعها الله رسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((ما هذا))؟ فقالوا: كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاريّ: يا للأنصار، وقال المهاجريّ: يا للمهاجرين، فقال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((دعوها فإنّها منتنة)) قال جابر: وكانت الأنصار حين قدم النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أكثر ثمّ كثر المهاجرون بعد. فقال عبد الله بن أبيّ: أوقد فعلوا، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ. فقال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، قال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((دعه لا يتحدّث النّاس أنّ محمّدًا يقتل أصحابه)).
قال البخاري رحمه الله (ج3 ص163): حدّثنا أبونعيم، حدّثنا سفيان، حدّثنا زبيد الياميّ، عن إبراهيم، عن مسروق، عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((ليس منّا من لطم الخدود، وشقّ الجيوب، ودعا بدعوى الجاهليّة)).اهـ. ودعوى الجاهلية تشمل التعصب المذهبي، والتعصب الجاهلي.
قال مسلم رحمه الله (ج2 ص644): حدّثنا أبوبكر بن أبي شيبة، حدّثنا عفّان، حدّثنا أبان بن يزيد (ح) وحدّثني إسحق بن منصور، واللّفظ له أخبرنا حبّان بن هلال، حدّثنا أبان، حدّثنا يحيى، أنّ زيدًا حدّثه أنّ أبا سلاّم حدّثه أنّ أبا مالك الأشعريّ حدّثه أنّ النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((أربع في أمّتي من أمر الجاهليّة لا يتركونهنّ، الفخر في الأحساب، والطّعن في الأنساب، والاستسقاء بالنّجوم، والنّياحة، وقال: النّائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب)).