فلم يحضر لتخوفه وحضر إليهم ولده الشريف بركات وأكرموه. ولما أيسوا من حضور الشريف حسن استدعوا سرًا إلى مكة الشريف رميثة بن محمد بن عجلان وأطمعوه ولاية مكة وذلك في يوم عرفة أو يوم التروية فلم يستطع الوصول إليهم لأنه كان مقيمًا عند عمه ولعظم هيبة الأمراء وجماعتهم لم يتظاهر الحرامية بنهب في طرقات الحج بمكة. وخرج الأمراء والترك والحجاج من مكة إلى منى في يوم التروية وباتوا بها إلى الفجر من اليوم التاسع أو قربه، وساروا إلى عرفة فأقاموا بها إلى الغروب، ودفعوا إلى مزدلفة فلم يستطع أحد من الحرامية التعرض للحاج بسوء في مأزمي عرفة ولا غيره، لعناية الأمراء وجماعتهم بحراسة الحاج، وانقضت أيام الحج وأحوال الناس من الحجاج وغيرهم مستقيمة.

وكان الأمراء يرجعون في مصالح الحاج والرعية بمكة إلى رأي مولانا المقر الأشرف الكريم الزيني عبد الباسط ناظر الجيوش المنصورة بالممالك الشريفة -أعلى الله قدره وبلغه وطره- لحسن تدبيره وجودة رأيه. وكان مولانا السلطان الملك الأشرف برسباي صاحب مصر والشام -نصره الله- قد فوض إليه أمر مكة، وعمل المصلحة فيها لكفايته وعظم رتبته، فمشت الأحوال بمكة على السداد -بلغه الله المراد- وبدت منه على عادته بمكة صدقات مبرورة وأفعال مشكورة، وهذه حجته الثانية، وحج قبلها في سنة سبع عشرة وثمانمائة - تقبل الله منه العمل وبلغه الأمل وفسح له في الأجل-.

وهذا آخر ما قصدنا ذكره من الحوادث في هذا الباب. ونسأل الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015