بنواحي قبرص وغيرها وأظفره الله بهم لأن عسكر المنصور أسروا كثيرًا من الفرنج وغنموا من أموالهم طائلاً ووصلوا بذلك إلى مصر في شوال سنة ثمان وعشرين وثمانمائة، وهابه الفرنج كثيرًا ورغبوا أن يكون لهم من السوء مجيرًا، وبعثوا إليه بالهدية ليسعفهم بالأمنية. ومن مزاياه على ملوك مصر-بعد الناصر حسن بن محمد قلاوون- أنه أرسل إلى مكة المشرفة عدة عساكر برًا وبحرًا واستولوا عليها ولم يقاومهم أحد من بني حسن ولا غيرهم وساروا من مكة حتى قاربوا بلاد حلى فلم يتعرض لقتالهم أحد من الناس هيبة له، وعادوا إلى مكة المشرفة سالمين وذلك في سنة ثمان وعشرين وثمانمائة. وفي ربيع الآخر منها: وصل طائفة من عسكر المنصور من مصر إلى مكة، وفي سادس جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وثمانمائة كان وصول طائفة من عسكر المنصور إلى مكة فاستولوا عليها كما سبق ذكره في آخر الباب قبله.
وفي شوال سنة ثمان وعشرين وثمانمائة وصل طائفة من عسكر المنصور في موكبين عظيمين إلى مرسى زبيد باليمن على ليلة منها وفي أحدهما هدية لصاحب اليمن فقوبل الرسول بالكرامة.
ومنها: أن في سنة تسع وعشرين وثمانمائة: تخوف الناس في أيام الموسم حصول فتنة بمكة وفي أيام الحج، وسلم الله وله الحمد. وسبب ذلك أنه قدم إلى مكة جماعة من الأمراء المقدميين وغيرهم من المماليك السلطانية الأشرفية في أوائل العشر الأخير من ذي القعدة وكان الشريف حسن بن عجلان غائبًا عن مكة بناحية الخريفين في جهة اليمن واستدعوه إلى مكة