ولما كان القوم يطعنون في صحابة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بل يكفرونهم إلا النادر منهم، رأيت أن أعقد فصلاً في فضل الصحابة رضوان الله عليهم لبيان منْزلتهم الرفيعة عند الله، ومالهم من المواقف الحسنة، والصبر على الشدائد، والاستسلام لشرع الله رحمهم الله، وقد كنت كتبت في ((إرشاد ذوي الفطن لإبعاد غلاة الروافض من اليمن)) كتابة أوسع من هذا، ولكني رأيت أن لا أخلي هذا الكتاب عن الدفاع عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم، إذ هم نقلة الدين وحملته، والطعن فيهم طعن في الدين، ومما ينبغي أن يعلم أن أحسن كتاب ألف في فضائل الصحابة رضي الله عنهم هو ((الإصابة في معرفة الصحابة)) للحافظ ابن حجر، وأما ((حياة الصحابة)) و ((ذخائر العقبى في فضائل ذوى القربى)) و ((الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة)) و ((در السحابة في فضل القرابة والصحابة)) و ((رجال حول الرسول)) فإنّها جمعت الصحيح والضعيف والموضوع، والأحاديث الموضوعة في فضل الصحابة على العموم والتفصيل، وكذا في فضل أهل البيت ليس لها حد، لذلك رأيت إن مد الله في العمر أن أكتب في الصحيح المسند (?)، والله الموفق وإليه المرجع والمآب.