قال رحمه الله (ج1 ص183):
الباب الثامن والثلاثون:
في ذكر شيء من الحوادث المتعلقة بمكة في الإسلام
لا ريب في كثرة الأخبار في هذا المعنى وأكثر ذلك خفي علينا لعدم العناية بتدوينه في كل وقت، وقد سبق مما علمناه أمور كثيرة في مواضع من هذا الكتاب، ويأتي إن شاء الله تعالى شيء من ذلك بعد هذا الباب.
والمقصود ذكره في هذا الباب: أخبار تتعلق بالحجاج لها تعلق بمكة، أو باديتها، وحج جماعة من الخلفاء والملوك في حال ولايتهم ومن خطب له بمكة من الملوك وغيرهم في خلافة بني العباس وما جرى بسبب الخطبة بمكة بين ملوك مصر والعراق، وما أسقط من المكوسات المتعلقة بمكة.
فمن الأخبار المقصود ذكرها هنا: أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه حج بالناس سنة اثنتي عشرة من الهجرة.
ومنها: أن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حج بالناس في جميع خلافته إلا السنة الأولى منها.
ومنها: أن ذا النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه حج بالناس في جميع خلافته إلا في السنة الأولى والأخيرة.
ومنها: أن في سنة أربعين من الهجرة، وقف الناس بعرفة في اليوم الثامن من ذي الحجة وضحوا في اليوم التاسع، وليس كل إنسان اتفق له ذلك، والذين اتفق لهم ذلك طائفة كانوا مع المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.