وأولد أخرم بن عصاصة ملحان ونائماً وهم النوائم وحكيماً ويحبر بطون كلها ومنهم آل ياسين وآل عباد.
وأولد وازع بن عصاصة محمداً وعبيداً، فأولد محمد يزيد بطن منهم آل أيوب وآل الأعسر. وأولد عبيد معدياً وهم المعادية والأقبّ ابني عبيد. والمعادية والأقبّ بادية متوحشون لا معايش لهم إلا من الصيد أو ماشية تسير.
وأولد الأحنف بن عصاصة جذيمة والأجم وسناناً، فولد الأجم شلاً وطلقاً. وأولد أفدع الحسن والعرموم والمعافى.
وأولد وثير بن نهم القوّام والمخدر، فأولد المخدر المفضل وعوسجة والأبرش فدخل بنو الأبرش من الأقفاء في أبرش بن المخدر وعذيراً وآل أبي الخير. وأولد القوام بن وثير آل السمح بني علي بطون كلها.
وأولد شهر بن نهم منبهاً والأجدع ونجدة وهم النجدات وسرحاً وبادية وسلامان وعزيزاً، فأولد سرح نعمة وعمراً بطنين وأولد الأجدع بن شهر ربيعاً وسعيداً وكثيراً ويزيد ومالكاً وطلحة وأسفع غير أسفع علوي. بطون كلها، قال ابن مروح: وحدر وشيباً وشبيباً ويعرف بنو شبيب بالقصار. وأولد نجدة بن شهر سوادة وسرحاً. وأولد منبه بن شهر حرجلة وهم الحراجل والأثعل والحارث وشدّاد وحازماً وعلياً والمفضل وعمراً بطون كلها. فأولد عمرو زيداً، فأولد زيد منبهاً، فأولد منبه برّاقة، فأولد برّاقة عمرو بن براقة فارس همدان وشاعرها في عصره ونجدها، وهو صاحب الكلمة المشهورة عند العرب، وهي في عقب خبره. وكان أغار عليه قوم من مراد في رجب فاستاقوا إبله، فأراد الغارة عليهم، فنهته همدان عن انتهاك حرمة رجب واستشار في الغارة عليهم امرأة من مراد يقال لها سلمى كانت متزوجة في نهم، فقالت: إني أنهاك عن تلفات جريم تعني الذي أغار عليه من مراد فلج وأغار عليهم فنال منهم حاجته، واسترجع ما كان أخذ له، وقتل منهم وأسر، فقال:
إذا الليل أدجى واستقلت نجومه ... وصاح من الإفراط هام جواثم
ومال بأصحاب الكرا غلباته ... فإني على مرّ الوثيقة حازم
تقول سليمى لا تعرّض لتلفة ... وليلك من ليل الصعاليك نائم
تقول سليمى لي من القوم إذ رأت ... وجوه كرام لوّحتها السمائم
ألم تعلمي أن الصعاليك نومهم ... غرار إذا نام الغنيّ المسالم
وكيف ينام الليل من جلّ ماله ... حسام كلون الملح أبيض صارم
نقدت به ألفاً وسامحت ربه ... على النقد إذ لا تستطاع الدراهم
وكنت ذا قوم غزوني غزوتهمفهل أنا في ذا يا لهمدان ظالم تحالف أقوام عليّ سفاهةوجروا عليّ الحرب إذ أنا سالم
فلا أنا أدعى للهوادة بعدما ... تُمال على الحيّ المذاكي الصلادم
متى تجمع القلب الذكي وصارماً ... وأنفاً حمياً تجتنبك المظالم
متى تجمع امال الممنّع بالقنا ... تعش ماجداً أو تخترمك المخارم
كأن جريماً إذ أبى أن يردّها ... ويذهب مالي ميت العقل حالم
كذبتم وبيت الله لا تأخذونها ... مراغمةً مادام للسيف قائم
ولا صلح حتى تُقدع الخيل بالقنا ... وتضرب بالبيض الخفاف الجماجم
إذا جرّ مولانا علينا جريرة ... صبرنا لها، إنا كرام دعائم
ونمنع ولانا ونعلم أنه ... كما الناس: مجروم عليه وجارم.
وهو القائل:
ألا إن حرباً بين أفناء مذحج ... وبين أمين حيث حلت كرامها
لحرب يغصّ الشيخ منها غبوقه ... وتظهر من سوق النساء خِدامها
فأشرعت صدري دونها لرماحهم ... فأحرزت نفسي إن تراخى حمامها
فرب طموح في العنان تركتها ... بسائلة الحصحاص ملقى لجامها
وعادية سوم الجراد وزعتها ... بطعن كساها منه ردعاً كِلامها
دنوت لها تحت العجاج فأدبرت ... شواكلها اليسرى كثيراً سهامها
فأولد عرمو بن برّاقة الحارث، فأولد الحارث عمراً وكان معمراً وأدرك الحسين بن علي عليه السلام فسأله عن الأصماء والأنماء في الصيد فقال: كل ما أصميت، ودع ما أنميت وقد ذكرنا خبره بكماله فيما تقدم.