وأولد عمرو بن لأي عامراً، فأولد عامر قيساً، فأولد قيس مالكاً، فأولد مالك هانئاً، وأولد هانيء خطاباً زنة عقال كان من أصحاب علي عليه السلام وهو الذي أصاب عبيد الله بن عمر يوم صفين. وأولد بشر بن سلمان مالكاً، فولد مالك معاوية، فولد معاوية سيف بن معاوية كان من أشراف همدان في الجاهلية، وله يوم مذاب على عامر وبني سليم، ومذاب في بلد سفيان، وكان سبب وصول أحياء قيس إليها وصولهم إلى صعدة غازين لخولان، فتحصنت عنهم وحلت بياض الحقل فانبثت خيل قيس إلى حدود أرحب فاحتلوا لقاح شنيف بن معاوية، ومد الصارخ فأغارت سفيان ومن عليان وعذر فهزموا القيسيين وقتلوا فيهم واسترجعوا أخيذتهم، وفي ذلك يقول سيف بن معاوية:
لما رأيت الخيل جئن أفايحا ... يضبرن بين صفاصف وروابي
قرّبتُ سابحة اليدين رجيلة ... تهوى بي المَرطى هويّ عقاب
ودعوت قومي فاستجاب لدعوتي ... منهم فوارس نجدة وضراب
حتى إذا لحقت أوائل خيلنا ... أخراهم وجزعن بطن مذاب
ولت فوارس عامر وسُليمها ... رُعباً وما غنموا جناح ذباب
وتركن فارسهم صريعاً مجهضاً ... وخضبن لمته بشرّ خضاب
يطمو بجائفة كأن فروغها ... فوق الرهابة منه لون مَلاب
وولد عميرة بن سلمان سلمان الأصغر وعبادة وحبشياً وسوطاً وورقان وثروان وخضارة وهم الخضارات.
وقد يظن من يجهل أرحب أن بني ثروان هؤلاء من بني ثروان غُطيف بن عبد الله بن ناجية بن مراد، وليس ذلك إلا من اتفاق الأسماء، فهذه الأبطن غير سلمان من الهجن.
فأولد سلمان الأصغر حجراً بطن وهم الحجيرات منهم آل الفرج فرسان أرحب. وكان أبو سهيم بن الفرج أفرس همدان وأنجدها، وكان قد ضيق على وادعة وبغى عليهم فرماه أحد بني معمر فقتله، فبلغ قيمة جواده ولأمته ألف دينار، وسعد بن سلمان ومالك بن سلمان ومكرة بن سلمان والأصيد بن سلمان ولأي الأصغر بن سلمان الأصغر. فأولد لأي عميرة، فأولد عميرة مالكاً، فأولد مالك عمراً ويكنى أبا زيد، وكان سيداً شريفاً، وهو الذي ذكره قيس بن نمط للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد خلفت في الحي فارساً مطاعاً أو سيداً مطاعاً وأنا أعرض عليه السلام وأوافيك من قابل، وهو ممن سهد الرزم، ونقع الصارخ يوماً فاستعجل فركب فرسه بلا حزام، فقالت امرأة من الحي: أقبض حيزوم فرسك يا أبا زيد، فقال:
ليس له اليوم حزام غيري ... إذا الجبان هاب ظهر العير
رجلي ريماه وعقد السير
فأولد أبو زيد مسلماً ومروّحاً وكلا بطون. فأولد مسلم هانئاً الأكبر. من ولده هانيء بن علي والكاسان وآل حميد.
وأولد مكرة بن سلمان عميرة، فأولد عميرة بن مكرة بن سلمان عبد ود، فولد عبد ود فروة، فولد فروة الهيثم. وآل مكرة أهل لسان.
وأولد الأصيد بن سلمان حماراً بطن. وبنو الأصيد الذين عدوا على عمرو بن معدي كرب بالحلوى من بلد سفيان فأخذوا فرسه ولأمته، وكانت بيضته قد بقيت عند بني سلمان. ثم صارت إلى ابن نهد المعمري شراء أو موهبة، فهي عند آل نهد اليوم. وفي بني الأصيد يقول عمرو بن معدي كرب:
يا بني الأصيد ردّوا فرسي ... إنما يفعل هذا بالذليل
عوّدوه مثل ما عوّدتُه ... مقحم الصفّ وإيطاء القتيل
انقضى نسب سلمان الأصغر، وهم بيت سفيان وأشرافها، وهم أغير العرب، لا يبني واحد منهم منزله إلا مفرداً، ولا يدخل إلى حرمته حصاناً ولا حماراً ولا شيئاً من أزواج الحيوان ولا قنّاً ولا شيئاً من هذه الأشياء.
وأولد ثروان بن عميرة خضارة وهم الخضارات بطن.
ويقال أن بني ثروان بن غطيف بن عبد الله بن ناجية بن مراد. قال أبو محمد: ليس من ثروان غطيف، ولكن اسم وافق اسماً. ويقال: هو خضارة بن عميرة.
وولد معاوية بن سلمان أرحب وذعفان ويقول بعضهم ذعفان بن سلمان، فأولد ذعفان سباعاً وجبيراً ويقول بعضهم أن عبادة وذيبان من صلب ذعفان، لا من سلمان. وهؤلاء من الهجن. وإنما سموا الهجن لأنهم لأمهات شتى غرائب. فأولد جبير الفهم بن جبير وجابر بن جبير وعبد العزي بن جبير وهم العزيون. وبنو جبير أنجد الهجن، والهجن من أنجد همدان وأرجله.