ومن ذلك: {يَسْتَهْزِئُونَ} وبابه.
قال الأهوازي: فإن كان بعد الهمزة واو قبلها ضمة، مثل قوله تعالى: {يَسْتَهْزِئُونَ} ، و"خاطئون"، و {فَمَالِئُونَ} ، و {يَتَّكِئُونَ} ، و {الْمُنْشِئُونَ} ، و {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ} ونحو ذلك كان له في الوقف عليها ثلاثة مذاهب: تليين الهمزة، وتكون بين الواو والهمزة بأدنى مد، وهو نص رواية خلف عن سليم عنه، والأكثر عليه عنه.
ويقف أيضا عليها بترك الهمزة من غير عوض، ويرفع الحرف الذي قبلها فيقول: "خاطُون، وفمالُون، ويتكُون" ونحو ذلك، وهو نص رواية أبي هشام عن سليم عنه.
حدثنا بذلك أبو أحمد قال: حدثنا أبو جعفر قال: حدثنا أبو هشام ذلك.
ويقف عليها أيضا بترك الهمزة، وبإبدال ياء مضمومة منها، وهو نص رواية ابن أبي حماد عنه، وهو أضعفها.
قال أبو جعفر: الأول مذهب سيبويه وهو القياس، والثاني مذهب الكسائي، والثالث مذهب أبي الحسن الأخفش.
ومن ذلك: ما ذكر الأهوازي أنه قرأ به لحمزة على شيوخه إلا أبا إسحاق الطبري، ومن جعل المفتوحة المكسور ما قبلها بين بين، وهذا كما حكى عن أبي عمرو أنه يجعل المفتوحة المضموم ما قبلها بين بين، وقد تقدم ذلك. ومن ذلك: "مِن نَّبَأِ الْمُرْسَلِينَ" [الأنعام: 43] :
ذكر أبو عمرو أن من أخذ له في {تَفْتَأُ} بالإبدال واوا أبدل في "نبأ" الألف ياء.
قال أبو جعفر: الوجه الأخذ فيه بالبدل ألفا على موجب التخفيف، فأما وقوعه في المصحف بألف وياء فعلى أنه أثبت للهمزة صورتان، فالألف صورتها على التحقيق، والياء صورتها على التخفيف، ليستفاد بذلك معرفة جواز القراءة بهما.
وهكذا القول في "يأتيكم، ويأتيك" وكذلك: {نَبَأُ الَّذِينَ} الألف صورة التحقيق، والواو صورة التخفيف.
ومن ذلك: {يَؤُوسًا} [الإسراء: 83] ذكر أبو محمد مكي أن ابن مجاهد روى عن